fbpx
أسرارمال وأعمال

“الجمعية” كموروث إدخار شعبي وتحولها إلى جمعيات إلكترونية تناسب عصر المعلومات!

الإدخار كهدف أو الإحتياج المالي الطارئ هو أمر يتلاقى مع ما نحن معرضون له من مواقف وظروف حياتية، وأحد الموروثات الشعبية الذي اعتادت عليه الأسر وبخاصة في مصر ضمن دائرة المعارف والأصدقاء والزملاء في نطاق الإدخار المالي أو صفة القرض الحسن، هو ما يعرف بـ “الجمعية الشهرية”، فكرة الجمعية الشهرية المالية تدور حول اتفاق مجموعة من الأفراد على التشارك في دائرة سداد مبلغ مالي يدفعه كل فرد من المشاركين في الجمعية بشكل شهري، ويحصل كل فرد حسب نظام معد وترتيب على مجموع المبلغ كل شهر، تدور الفكرة حول تولى أحد الأفراد تنظيم عملية الدفع المالي الذي يقوم بسداده مجموعة مشتركي الجمعية من أشخاص، والفكرة بالطبع قد انتقلت إلى العديد من الدول وبخاصة الدول العربية لما فيها من ارتباط اجتماعي واسع وثقة متبادلة في نطاق المعارف والأصدقاء بما يحقق الضمان المأمول، وللحديث كمثال فيمكن أن يدفع كل شخص 1000 ريال ليحصل كل فرد ضمن مجموعة من 10 على 10.000 ريال، وقد تدور الجمعية في نطاق زمني على مدار عام واحد أو عامين أو أكثر، ويتم الإتفاق على الترتيب الذي فيه يحصل كل منهم على المبلغ الكلي للجمعية التام تحصيلة من المشتركين كل شهر؛ كما ذكرنا.

الجمعية الشهرية

في الغالب تكون الجمعية بين مجموعة متعارفة من الأقارب أو الجيران أو زملاء العمل، وذلك لتوفير احتياجات مالية تتطلب مبلغ كبير لا يتواجد مع الشخص المشترك في الجمعية بالأساس، ولكنه قادر على سداده بصورة أقساط شهرية بلا فوائد، تشمل الإحتياجات كمثال أقساط المدارس أو السيارات أو الشقق السكنية أو احتياجات الزواج، فعن طريق الجمعية يحصل المشترك كفرد على المبلغ كاملاً وبذلك يكون بإمكانه سداد التزاماته المالية ضمن دفعة واحدة، ذلك دون اللجوء إلى الاستدانة أو القروض التي تتطلب فوائد.

الجمعية الإلكترونية

الفكرة دفعت البعض بناءً على فعاليتها إلى التفكير في استخدام فكرة “الجمعية الشهرية” لأن تنضم إلى عالم الإنترنت، حيث أصبح هناك تطبيقات إلكترونية تعرف بـ “الجمعية الإلكترونية”، فيها يتم تنفيذ فكرة الجمعية التقليدية، ذلك من خلال نظام أون لاين يوفر تسهيل عمل دورة الجمعية، ذلك بمبالغ تتفاوت في قيمتها حتى يستطيع الشخص اختيار الجمعية التي تتلائم مع دخله.

طريقة الاشتراك

من خلال التطبيق بإمكان الشخص الواحد الإشتراك في أكثر من جمعية إذا كان دخله الشهري يسمح بذلك، وذلك من خلال قيام الشخص بتسجيل بياناته عبر التطبيق، وربط حسابه على موقع “فيسبوك” بتلك البيانات، للتأكد من هويته وضمان سلامة بياناته، ذلك مع ذكر بيانات حسابه المصرفي أو خطاب بمفردات مرتبه من الموارد البشرية بعمله.

أمان التطبيق

بعد أن يقوم المشترك بإدخال بياناته، وانتقاء الجمعية المناسبة لدخله ورغبته، فالتطبيق يقوم بإظهار الأدوار أو الشهور المتاحة للحصول على المبلغ الكامل للجمعية، ذلك ليختار منها ما يتوافق مع رغبته، وذلك بالتوقيع على عقد بينه وبين الموقع، إما عن طريق مندوب مرسل أو الحضور لفرع الموقع، وبناءً عليه يتم الدفع من خلال بطاقة الائتمان المصرفية بحساب إلكتروني في أحد البنوك، أو من خلال مندوب، أو من خلال “فوري”.

ومن خلال استطلاع المواقع الإلكترونية للجمعيات الشهرية، فإن الحد الأعلى للجمعيات المتاحة هو 20 ألف ريال، يشارك فيها 10 أفراد، حيث يدفع كل مشترك 2000 ريال شهريًا، وهناك جمعيات ما بين 5 و10 و15 ألف ريال. 

عدم الاحتيال

وحسب نظام المسؤولين عن الموقع الإلكتروني للجمعية، فلضمان الالتزام التام من الشخص بعد حصوله على مبلغ الجمعية، فهناك خطوة يحين دورها عند إعطاء المبلغ للشخص الذي يأتي دوره، وهي قيامه بالتوقيع على إيصال أمانة بالأقساط المتبقية عليه، حتى لا تكون هناك فرصة لعمليات الاحتيال.

أبرز التطبيقات

تتعدد تطبيقات الجمعية الشهرية الإلكترونية ومنها “الجمعية ـ ElGamaeya”، وهو عبارة عن تطبيق إلكتروني متخصص لإدارة الجمعيات بكل سهولة عبر الهواتف الذكية. التطبيق يجمع الأموال وينظم أدوار القبض بين المشتركين، كذلك هناك تطبيق “الجمعية الشهرية”، لأندرويد وأجهزة أبل، ومن خلاله يمكن الاشتراك في جمعية أو أكثر، كذلك تطبيق “حوشلي” ويهدف بالأساس إلى تحقيق الأمان المادي وتوافر الأموال في حالات الضائقة المالية أو بهدف الحصول على خدمات أو منتجات بأسعار عالية، وفيها فكل شريك يلتزم بمبلغ محدد لا يتم المساس به إلا وقت الحاجة، حيث يعمل التطبيق على استقطاع جزء من الراتب كل شهر، ويتم سحبه كمبلغ كلي عند الوصول إلى المبلغ المحدد سلفاً من الأموال.

يشار إلى أن “الجمعيات الـ أون لاين” تام انتشارها في أكثر من 90 دولة حول العالم، ومنها أمريكا، وفرنسا، والهند، وتختلف الشروط والقوانين وفق طريقتها ونظام إدارتها فى كل بلد.

مزايا وعيوب

ويقول إبراهيم أحمد، مهندس مدني، وأحد المشتركين، “الجمعية الإلكترونية محددة وتوفر أمان ولكن يعيبها صغر المبالغ المالية، بما يعني أنه لا يوجد جمعية بـ 50 أو 100 ألف ريال، أما عن ميزتها فهي الإلتزام حيث لا يوجد من ينسحب في منتصف الجمعية، أو القيام بإضافة شهر زائد عليك بفعل النصب، أو الإعتذار بتأجيل شهر، فالأمر كله بنظام محدد وكل شخص على علم بموعد قبضه، ولا يوجد مشادات بين الأعضاء، حيث أن كل فرد يريد الحصول على المبلغ المجمع قبل غيره”.

غياب التلاعب

ويرى سعود الأحمد، طبيب عيون، وحد المشتركين بنظام الجمعية الشهرية، “هناك مزايا لهذا النظام أبرزها أنه لا يوجد تلاعب أو تأجيل أو تأخير، والاشتراك مرتبط بالحساب المصرفي مع بيانات إلكترونية وضمانات صارمة وعقود، وهو ما يجعلها أيسر وأسهل من الجمعيات العادية التقليدية بين زملاء العمل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى