Page Contents:
يأتي اليوم العالمي للرجل في الـ 19 نوفمبر من كل عام، ذلك حسب قائمة الأيام الدولية التي تحتفي بالبشر وبالأنشطة وكل ما تتضمنه حياتنا على كوكب الأرض.
الرجال بحاجة لأن نخصص لهم يومًأ خاصًا ومميز، ذلك إحتفالًأ بدورهم الإنساني والمجتمعي، فهم يشاركون النساء دعم المجتمع وتأسيس الأسر، والإرتقاء ببلدانهم سواء كانوا ضمن بيئات إحترافية محلية أو دولية.
نريد في هذا المقال أن نناقش قضايا الرجال، وأن ندعمهم لكي يمضوا قدمًأ من أجل حياة أفضل، حيث يمكننا دعم دورهم الثقافي والمدني، وهو أقل شئ نقدمه للرجل سواء في مجتمعاتنا العربية أو على المستوى العالمي.
تاريخ اليوم العالمي للرجل
في السنوات الأولى، تلقى اليوم العالمي للرجل دعمًا ساحقًا في منطقة البحر الكاريبي، وبسبب التواصل المستمر والدعوات المرسلة إلى الأفراد في دول أخرى، فقد ترسخ اليوم العالمي للرجل على الساحة الدولية. يتم الآن الاحتفال بمبادرة منطقة البحر الكاريبي بشكل مستقل في بلدان متنوعة مثل سنغافورة وأستراليا والهند والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وجنوب إفريقيا وهايتي وجامايكا والمجر ومالطا وغانا ومولدوفا وكندا ويتزايد الاهتمام بهذا الحدث بسرعة.
منذ عام 1999، تضمنت أساليب الاحتفال باليوم العالمي للرجل تقديم الهدايا وتلقيها، والحلقات الدراسية العامة، والمنتديات، والمؤتمرات، وأنشطة الفصول الدراسية في المدارس، ومناسبات صحة الرجال، وجمع التبرعات في نوفمبر، والبرامج الإذاعية والتلفزيونية، والخطب البرلمانية، والاحتفالات الحكومية، والاحتفالات الكنسية واجتماعات الصلاة والتجمعات والمسيرات السلمية وحفلات توزيع الجوائز وعروض البيع بالتجزئة الخاصة والحفلات الموسيقية والعروض الفنية. طريقة الاحتفال بهذا اليوم السنوي اختيارية؛ ويتم الترحيب بأي منظمة لاستضافة أحداثها، ويمكن استخدام أي منتديات مناسبة.
لماذا هذا اليوم ذو أهمية وكيف نغير من الصور النمطية الخاطئة؟
يسعى منظمو اليوم العالمي للرجال إلى رفع مستوى الوعي بقضايا الصحة العقلية لدى الرجال، فضلاً عن القضايا الصحية والمجتمعية الأخرى، من خلال تشجيع الرجال على الانفتاح والتواصل مع الآخرين. إن الأفكار التقليدية لما تعنيه الذكورة في المجتمع آخذة في التغير، وهي بحاجة إلى التغيير، ذلك إذا رغبنا في حماية الرجال من أي ظروف ضارة.
عندما تبدأ الصور النمطية والتمييز في التبدل للأفضل ضمن ثقافتنا العربية، فهناك حاجة ناشئة للفتيان والشباب للتعرف على نماذج إيجابية تجسد الصفات الحقيقية الواجب اتباعها للذكورة وذلك على عكس أي نمط سائد خاطئ يبلور الرجولة على أنها كبت للمشاعر. فأولئك الذين يتمتعون باللطف والكرم والقوة الداخلية والتواصل الطبيعي المفتوح هم الأكثر وعيًأ وإدراكًا. ويعتبر اليوم العالمي للرجل وشهر نوفمبر بشكل عام فرصة مممتازة ضمن ثقافتنا العالمية نحو تقديم الوجه الحقيقي للرجولة لأولئك الذين يحتاجون إلى رؤيتها بوعي.
هناك العديد من الرجال البارزين الذين يحتضنون الآن اليوم العالمي للرجل، ويفتحون قنوات الاتصال ويتحملون المسؤولية لتقديم هذه الموجة الجديدة الإيجابية للذكورة.
يشجع اليوم العالمي للرجل الرجال على تعليم الأولاد ما عليهم تبنيه في حياتهم من قيم وشخصية ومسؤوليات كونهم رجلاً. يقول المهاتما غاندي، “يجب أن نصبح التغيير الذي نسعى إليه”، وفقط عندما نكون جميعًا، رجالًا ونساء، قدوة صالحة، فإننا سننشئ مجتمعًا عادلًا وآمنًا يتيح للجميع فرصة الازدهار.
نوفمبر إحتفالًأ بالرجل
شهر نوفمبر مهم للروح الذكورية لأنه يجمع عدة أحداث مهمة للرجال. نوفمبر هو الشهر الذي نركز فيه على فعاليات تشمل جمع الأموال من أجل صحة الرجال ذوي الحاجة، وبعض الأنشطة الإجتماعية الترفيهية مثل تنمية الشارب احتفالًأ بالشباب والرجال وإبراز مظهر فخور بصفاتهم الخارجية علاوة بالطبع على الصفات الصفات الشخصية وهي الأهم. يمكنك الانتقال إلى صفحات مواقع وسائل التواصل الاجتماعي خلال شهر نوفمبر وستتأكد من ذلك حيث ستصادف العديد من الأصدقاء والمعارف الذين يقومون بتحديث صور ملفاتهم الشخصية ومشاركة فرص الاحتفال بيومهم المميز مع أنشطة التبرع لذوي الحاجة كأحد الأمثلة. إنها فرصة للمساهمة في الجهود المبذولة لتحسين حياة الرجال في العالم والاعتراف بالحاجة إلى تغيير بعض الأنماط الخاطئة والمضي قدمًأ نحو الأفضل.
تذكر أن هذا اليوم لا يهدف إلى التنافس مع يوم المرأة العالمي، ولكن الغرض منه هو تسليط الضوء على تجارب الرجال. فمن المهم أن نعترف بالاختلافات بين الرجال والنساء مع التركيز على تلبية احتياجاتهم الخاصة والشخصية. من الجدير بالذكر مع ذلك أن أياً من اليوم العالمي للمرأة أو اليوم العالمي للرجل ليست أحداث مقتصرة الإحتفال على الرجال بمفردهم أو السيدات بمفردهن، حيث يمكن الاحتفال بهذه الأحداث من قبل الرجال والنساء الذين يرغبون في زيادة الوعي والمساهمة في رفاهية المجتمع جماعيًا، والسعي لتثقيف المزيد من الناس حول قضايا النساء والرجال على حد سواء.
أحد أكثر القضايا خطورة بالنسبة للرجال
وفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية، فإن الانتحار هو أكبر قاتل للرجال دون سن الخامسة والأربعين. هذا هو الحال في العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وروسيا. ومن حيث الإحصائيات، يبدو أن عدد النساء المصابات بالاكتئاب أكثر من الرجال، لكن الرجال أكثر عرضة للانتحار.
من الواضح أن هناك أسبابًا خاصة بالرجال تؤول إلى هذا. مثل الجنس، والتكييف الثقافي، ونماذج ظروف وإشكالية الأدوار الإجتماعية هي عوامل مساهمة. قد يفكر عدد كبير من النساء مثل الرجال في إنهاء حياتهن الخاصة، ولكن الرجال هم أكثر عرضة لذلك وغالبًا بطرق عنيفة. هذا يقول شيئًا عن سيكولوجية الرجل والمواقف الإجتماعية والصحة العقلية. وهذا لا يعني أن النساء يمضين وقتًا أسهل من الرجال عندما يتعلق الأمر بقضايا الصحة العقلية، لكن البيانات تظهر أن وجهات نظرنا الثقافية وتوقعاتنا حول النوع قد تساهم بشكل كبير في زيادة معدل الانتحار لدى الرجل.
أنماط مجتمعية خاطئة بحاجة للتغيير
منذ الصغر، يتم تصنيف الأولاد بطريقة معينة – فالأولاد يجب عليهم إظهار القوة دائمًأ، ويقال ذلك لهم على مستوى يصل للعنف أحيانًا في التوجيه، ويجب على الأولاد ألا يبكون أو يظهرون مواقف حسية مرهفة حسب تلك الأنماط المجتمعية المحددة. وخلافًا لذلك فالرجل ومع اختلاف التمايز هو إنسان لديه من الحساسية في الفعل ورد الفعل ما هو قادر على تحريك مواقفه الشعورية، قياسًأ على العكس من ذلك، فالواضح والدارج أنه في العديد من الثقافات حول العالم، وعندما يكبر الفتيان، يتم تشجيعهم على تقديم صورة قوية وغير متأثرة، وهي مواقف غالبًا ما تخفي الحاجة العميقة التي لديهم لإيصال ما يحدث لهم عاطفياً.
وأخيرًا “الرجال الحقيقيون هم من كان لهم من الإيمان واليقين الدافع للإنتصار للقيم النبيلة في المواقف الأخلاقية، الرجال الحقيقيون هم الأباء ممن علمونا الفضيلة، وهم الأشقاء ممن وقفوا إلى جوارنا في مواقفنا الصعبة، وهم الرفقاء الذين لم يخذلونا في رفقة الطريق”.
دمتم رائعين وفخرًأ للعالم!