يجلس شاب صغير بين عائلته، بينما يرن هاتفه فجأة برقم غير مسجل، لكنه لا يردّ خوفًا من أن يكون المتصل هو مندوب توصيل منتجه الذي طلبه عبر الإنترنت منذ يومين. والسبب في عدم رده ببساطة هو أنه لم يخبر والديه عن هذا الأمر!

ينهض الشاب ويذهب إلى غرفته، يعيد الاتصال بآخر رقم، وبالطبع يكون الطرف الآخر هو مندوب التوصيل الذي يريد تأكيد الطلب وعنوان التوصيل. بصوت منخفض، يخبره الشاب ألا يرن جرس باب المنزل تحت أي ظرف، وأن يهاتفه عند الوصول لكي يخرج له خارج المنزل كيلا يراه أحد.

ربما يكون هذا الموقف هو الأكثر شيوعًا بين المتسوقين الشباب عبر الإنترنت، من منّا لم يفتح الباب بهدوء كي يستقبل مندوب التوصيل، أو ينظر مرات عديدة من النافذة لمراقبة وصوله، أو حتى خلق الحجج والأعذار حول هذا الطلب الذي ظهر فجأة واكتشفه الأهل!

الآن أنت تريد الطريقة المثالية لكي تقنع والديك بقبول شرائك المنتجات والخدمات عبر الإنترنت، ولا تريد أن تسمع لنصائح الأقارب والجيران، الذين يلومونك دومًا على تصرفاتك التي تراها عاقلة من وجهة نظرك.

يلومك جارك قائلًا “كم عمرك؟ القرار لهم، حتى لو أنفقت من أموالك. قُم بدفع فواتير المنزل أولًا قبل أن تطلب الاحترام”، ويؤكد لك أحد أقربائك أن كل ما يقوله والدك صحيحًا، حتى وإن بدا لك خطأً في الوقت الراهن.

حسنًا علينا أن نقف بجانبك ونساعدك، لكن في البداية لا يمكن أن نكذب عليك فيما يخص والديك. لأنهم ببساطة على حق فيما يقولونه!

يرفض الأهل طلبك عادة لسببين، أولًا: لأنهم يعتقدون أنهم الخبراء فيما هو الأفضل لك. وثانيًا: لأن طريقتك في طلب الأشياء جامحة وغير منضبطة في كثير من الأحيان. لذلك عليك التغلب على هذين السببين لكي تقنع والديك بشراء منتجاتك عبر الإنترنت.

يحاول هذا المقال مساعدتك، بعيدًا عن لوم الأقارب وكبار السن من جيرانك، وبعيدًا أيضًا عن تهور أفكار أقرانك، لأننا في النهاية نعتقد أنك مسؤول وذو فكر سديد، مهما صغر سنك، فشباب اليوم الصغار هم – بكل تأكيد – أكثر معرفة واطلاعًا من أقرانهم في الماضي.

 إليك 5 طرق يجب أن تتبعها لكي تقنع والديك بقبول تسوقك عبر الإنترنت.

1 – تسوق هدية لوالدك. منتج أقيم وأرخص من الذي يملكه!

يشتري معظم الآباء مستلزماتهم بالطرق التقليدية، ولا يميلون للشراء عبر الإنترنت، لكنك تعرف بالطبع هذه المستلزمات لأنك تراها حولك في كل مكان في المنزل، في غرفة النوم، في الحمام، في غرفة المعيشة. تتنوع هذه المستلزمات، بدءً من ماكينات الحلاقة، ومرورًا بالملابس الكلاسيكية، وانتهاءً بالإكسسوارات الأنيقة مثل الأحزمة والأحذية وحافظات النقود.

قُم بشراء هدية صغيرة جدًا لا تكلفك الكثير من النقود، وليكن مثلًا حزام من الجلد أرخص من الذي يمتلكه والدك، لكنه مختلفًا في نمطه، حاول أن يكون نمط الحزام وسطًا بين العصرية والكلاسيكية، لكي يكون قيمة مضافة ومختلفة إلى مجموعة والدك، ولا يبعد كثيرًا عن ذوقه المعتاد.

هذه الخطوة من شأنها أن تقربك أكثر إلى والديك، لأنك تشتري من أجل التعبير عن حبك لهم، وفي نفس الوقت ستوضح لهم أنك قادرًا على تصيد الصفقات عبر الإنترنت، حتى تمهد لهم قراراتك المستقبلية عندما تشتري منتجاتك الخاصة.

ولا تقتصر الهدية التي تقدمها لوالديك على المنتجات المادية، فمن الممكن أن تشتري خدمات توفر عليهم العناء والجهد، مثل أن تشتري خدمة غسيل الملابس لوالدتك عبر الإنترنت، أو تشتري خدمة غسيل السيارة لوالدك عبر الإنترنت، يمكنك التفكير في الكثير من الهدايا التي لا تكلفك الكثير من المال، لكن تأثيرها سيبقى طويلًا.

2 – اطلب شيئًا صغيرًا في البداية. اجعل والديك يقارنون طلبك بشيء أكبر.

عندما تشتري شيئًا جديدًا، تقوم بالمقارنة بينه وبين باقي العناصر المتوفرة، وهذه المقارنة تشمل الأسعار والخصائص وسياسات الاسترجاع وغيرها من تفاصيل المقارنة، فلماذا لا تتوقع هذه الخطوة من والديك؟

عندما تخبر والديك أنك ستتسوق عنصرًا بقيمة 50 دولار، فإن والديك لا يرون سوى أن رقم 50 رقمًا كبيرًا في حد ذاته، لكنك إن وضعت هذا الرقم في مقابل رقم أكبر، سوف يميلون تلقائيًا إلى الرقم الأصغر. 

على سبيل المثال، يمكنك أن تتحدث مع والديك عن منتج بقيمة 500 دولار في منتصف المحادثة الصباحية المعتادة، هذا الحديث سيكون مجرد عرض لمنتج آخر لا تنوي شرائه لكنك تتعجب من المبالغة في ثمنه. وفي المساء، تطلب المنتج الذي تريده منذ البداية، والذي يكلفك 50 دولار فقط، هنا سيقارن والديك المبلغ الصغير الذي تطلبه بهذا المبلغ الكبير الذي تكلفه المنتجات والخدمات في هذه الأيام، والذي يصل إلى 500 دولار. 

وبالطبع عليك الالتزام بطلب العناصر ذات التكلفة المنخفضة في البداية، لكي يكون الأمر بمثابة تمهيدًا لوالديك عندما تطلب الأشياء الكبيرة، فلن يقبل والدك أن تدفع 1000 دولار في عنصر تريد تسوقه عبر الإنترنت منذ المرة الأولى، ولكن عليك بناء جسر من الثقة في قدرتك على اختيار المنتجات الأقل سعرًا أولًا.

وينطبق الأمر كذلك على هذه الرحلة الكبيرة التي تريد حجزها عبر الإنترنت بعد شهر، فعليك – طبقًا لنصيحة المقارنة – أن توضح لهم قبلها بفترة كافية أنك تتحمل المسؤولية في الأمسيات العادية مع أصدقائك، فعلى سبيل المثال، أن تعود إلى المنزل باكرًا في أحد المرات عكس توقعاتهم، أو أن تلغي موعدًا مع أصدقائك لأن عليك إنجاز بعض الفروض المنزلية الهامة، أو لمساعدة والدتك في تنظيف المنزل. هذه التصرفات تُقنع والديك بأنك مسؤول ويمكنهم الوثوق بك في رحلتك الكبيرة المقبلة عندما تعرضها عليهم لاحقًا. استعد لتخوض مغامراتك المقبلة.

3 – استفد بعروض التوفير التي تقدمها الشركات الوسيطة

ربما يقابلك مصطلح “الكاش باك” أو الاسترداد النقدي في الفترة الأخيرة كثيرًا، وسبب ذلك هو شهرة هذه الخدمة بين المتسوقين عبر الإنترنت، لأنها تمكنهم من استرداد نسبة من سعر التسوق مرة أخرى، ويمكن للمتسوق أن يسحب هذا المبلغ ليكون بمثابة ربح مادي حقيقي يملكه بين يديه.

خدمة الكاش باك وباقي خدمات التوفير عند الشراء عبر الإنترنت هي حيل يلجأ إليها البائعون لجذب أكبر قطاع من المتسوقين، والنتيجة بكل تأكيد في صالح من يريد شراء المنتج، فبدلًا من دفع كامل ثمنه، يسترد المتسوق جزءًا منه ويكون الربح مضاعفًا. 

تخيل أن تخبر والديك أنك تسوقت منتجًا بالمبلغ الذي اتفقتوا عليه سلفًا، ثم تعود إليهم وقد ربحت جزءًا من السعر ليعود إلى حصيلتك، سيكون هذا الأمر بمثابة إبهارًا لوالديك، الذين سيكتشفون خدمة تسويقية جديدة من خلالك، وسيعترفون بخبرتك في عالم الشراء عبر الإنترنت.

يمكنك الاعتماد على الشركات الوسيطة التي تقدم خدمات التوفير لأكبر منصات البيع عبر الإنترنت ولأشهر المتاجر الإلكترونية، لأن محور اهتمام هذه الشركات هو تقديم خدمة توفير مثمرة للمتسوقين عبر الإنترنت، وتقديم مكافآت مستمرة مع زيادة الشراء، دون تنازل المتسوقين عن جودة المنتجات التي تضمنها هذه المتاجر والمنصات. في النهاية سيجد والديك أنك حصلت على أفضل جودة للمنتج، وأقل سعر له، إلى جانب مكافآت أخرى تعرضها هذه المنصات.

اكتشف أحدث عروض الكاش باك على كل منتجاتك المفضلة من أشهر العلامات التجارية العالمية وأكثر منصات البيع أونلاين رواجًا.

4 – اهتم بمشاركة والديك في اختيار منتجاتك

يتحمس الناس لأي فكرة يعتقدون أنها تخصهم، وهذا هو أحد اهم مفاتيح إقناع والديك بما تريد شرائه، فما عليك سوى أن تُشرِك والديك في أفكار تسوقك عبر الإنترنت، وأن تأخذ رأيهم في كل ما يتعلق بمنتجاتك، سواء فيما يتعلق بخصائصها، أو أسعارها، أو حتى أخذ رأيهم في مقارنة المنتجات ببعضها لكي يأتون لك بأفضل اختيار.

وقد يمتد الأمر معك إلى أن يأتي الاقتراح من والديك وليس منك، لأنك جعلتهم جزءًا من خطة التسوق، وليس مجرد مراقب لها. سيعتقد والديك أن قرار الشراء عبر الإنترنت هو قرار عائلي مشترك.

5 – وضح لوالديك تجربة المنتج قبل شرائه

أيهما أفضل من وجهة نظرك، أن تقول لوالدك أنك تريد شراء مقعدًا لغرفتك، أو أن تريه فيديو لشخص يجلس على كرسي وثير ويستمتع بأقصى درجات الراحة عليه؟

بالطبع فإن التجربة هي أحد محددات الشراء، وهو السبب الرئيسي وراء تفضيل الأهل للشراء التقليدي والبُعد عن التسوق عبر الإنترنت، لذلك عليك أن تجعل والديك يعيشون تجربة ما بعد الشراء قبل طرح فكرة الشراء من الأساس.

نعود إلى مثال المقعد، يمكنك في هذه الحالة أن تسأل والديك عن رأيهم في إعادة ترتيب غرفتك، وعندما يدخلون إلى الغرفة، قُم بدعوة والدك إلى الجلوس على مقعدك الحالي، وبالطبع سيكون غير مريحًا أو معيوبًا في هذه الحالة، وسيختبر والدك وجهة نظرك دون أن تطرح فكرة شراء مقعد، وربما يقترح هو عليك أن تشتري مقعدًا بدلًا من الذي يجلس عليه.

كذلك يمكنك اختيار فيلم السهرة أو المسلسل الذي ستشاهدونه في التجمع العائلي وفقًا لما تريد تسوقه، لكي يرى والديك المنتج أمام أعينهم.

وأخيرًا، فإن والديك يريدون الخير لك، مهمًا اختلفت الآراء ووجهات النظر بينكم، لذلك عليك تقريب المسافات، وإيضاح الأمور، وإشراكهم في حياتك الشخصية، وبذلك ستحصل على ما تريد دون أن تتخفى، أو أن تتسلل بالمنتج الذي اشتريته إلى غرفتك سرًا.