Page Contents:
ما أعقب إغلاق المدارس لأبوابها في العديد من بلدان العالم إلى أجل غير مسمى نتيجة حالة تفشي فيروس كورونا. كان سببًا لبقاء الأطفال في في المنازل، وبالتأكيد هذا سببًا أيضًا في جعلهم يشعرون بالضجر لأنه ينافي طبيعة الطفل من حب الإنطلاق وملئ الأوقات بالنشاطات، إذاً فكيف نساعد الأباء على شغل أوقات أطفالهم في حين أنه لا يوجد مدارس ولا امتحانات ولا أماكن للترفيه يذهب إليها الأطفال.
الوضع الراهن يؤكد على أن ملايين الأطفال ليس لديهم ما كان يشغل أوقاتهم في المدارس أو ممارسة الرياضة في الأندية أو التنزه في المتنزهات بصحبة أولياء الأمور أو ضمن الرحلات المدرسية، وهذا الوضع مستمر ضمن فصل الربيع إمتدادًا إلى فصل الصيف. الشئ الأصعب ضمن هذه الظروف الاستثنائية أن الأطفال مجبرون على قضاء اليوم كله مع أهلهم في المنزل، ولا يمكنهم الالتقاء برفقائهم كما المعتاد، أيضًا فإلغاء الإمتحانات المدرسية قد أثر بشكل مباشر على تعطيل أوقاتهم المملوءة بالاستذكار والتحصيل الدراسي التي كانت تشغل مساحة كبيرة من جدولهم اليومي.
إن هذا الوضع يخلق صعوبة في التعامل مع الأطفال وذلك نتيجة طبيعة الطفل المعتاد كما ذكرنا على الأنشطة المدرسية المعتادة بتنوعها الدراسي والرياضي أو الفني وغيرها، ومع هذا التوقف المفاجئ دون استعداد، فهناك صعوبة في إجبار الطفل على البقاء في المنزل، وخاصة في موسم الإجازة الذي كما هو الحال في أوقات الدراسة فقد إعتاد فيه الأطفال على أنشطة الأندية الرياضية والاجتماعية حيث اللعب في الحدائق والمتنزهات أو التجمع مع أصدقائهم وأقرانهم في العمر.
كيف تملأ وقت فراغ طفلك أثناء الحجر المنزلي بأنشطة مفيدة
إن العمل على ملئ أوقات فراغ الأطفال ومحاولة تخفيف حدة الملل نتيجة انحسار النشاطات الحرة المعتادة أثناء العزل المنزلي هو أمر ضروري، وهناك أنشطة مهمة من الممكن العمل على الإستفادة منها أثناء الحجر المنزلي لبث روح النشاط لدى الأطفال:
1. التعلم عن بعد
أحد النشاطات الإيجابية هي التعلم عن بعد، وفيه يمكن مراجعة المواقع الإلكترونية التي تقدم دورات تعليمية وتدريسية أو خاصة بالهوايات، كذلك فتطبيقات التواصل بالفيديو من الممكن أن تدعم التعلم عن بعد حيث يتم عقد مواعيد لجلسات تدريسية من قبل المدرسين للأطفال وهم في بيوتهم.
2. التدريس المنزلي من قبل الأقران الأكبر أو الوالدين
من الممكن عقد جلسات منزلية للأطفال للاستمرار في تدريس المناهج الدراسية، لأن لا يسبب لهم البعد عن فصول الدراسة الإبتعاد عن التحصيل الدراسي ونسيناهم لما تعلموه، دائمًأ أعقد لأطفالك مراجعات للمنهج الدراسي الخاص بكل مادة، أو إجعلهم يحصلون على المزيد من المعلومات المتقدمة، وذلك وفق استشارة مدرسينهم.
3. الدروس المنزلية الفنية للهوايات
دروس الهوايات التي تدعم مواهب الأطفال ضرورية للغاية، ذلك حيث دروس الرسم والموسيقى والتمرينات الرياضية المنزلية، إذا كان طفلك يحب أحد الهوايات أو لديه موهبة في مجال فني أو أدبي أو رياضي ما، فمن الجيد إستمراره في تعلم المزيد عبر الكورسات الإلكترونية، أو تنميتها مع الممارسة المنزلية كعزف الآلات الموسيقية، أو دروس الرسم والتلوين والحفاظ على اللياقة البدنية كذلك.
4. ممارسة الألعاب الذهنية
إن ممارسة الألعاب الذهنية اليدوية مثل الشطرنج والألعاب اللوحية مع الأقران وأفراد الأسرة والتي تنمي الذهن هي رائعة للغاية لدعم طفلك وملئ أوقات الفراغ مع شئ هام وفعال ومفيد، كذلك فالألعاب الرقمية مميزة لقدرتها على دعم الفكر التخطيطي للأطفال ولكن ذلك بعيداً عن الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية مثل الكمبيوتر والتلفزيون والتابلت.
5. القراءة أو مشاهدة الأفلام
إن القراءة مهمة للغاية وبقدر وقت فراغ الطفل أثناء الحجر المنزلي فقراءة أحد الكتب المفيدة التي تنمي لدى الطفل الفكر الأدبي بما يناسب سنه هو أمر ثري للغاية في تطوير ملكاته وتطوير الفكر المتقدم لدى الطفل، بالطبع يجب أن تكون الكتب مناسبة لكل مرحلة عمرية ومدى قدرة الطفل على استيعابها، بعد قراءة كل كتاب وفق جلسات متوالية تنتهي بها القراءة، ففرصة مناقشة الكتاب أمر رائع ويدعم الفكر النقدي لدى الطفل، كذلك وبجانب القراءة فمشاهدة أحد الأفلام المميزة سيكون رائع، وذلك لا يعني بالضرورة أحد الأفلام ذات الفلسفة التي قد تتجاوز مدى استيعاب الطفل، فحتى الفيلم الترفيهي من الممكن أن يزرع لدى الطفل الإستفادة والمتعة على حد سواء، كذلك ومثل القراءة، يمكنك مناقشة الطفل في ما استفاده من الفيلم ورأيه فيه كمحتوى بشكل مبسط.
6. فرصة لتناول الطعام سويًا
الحجر المنزلي يوفر فرصة تجمع الأسرة على مائدة طعام واحدة في توقيت واحد وهو ما لم يكن قد يتوافر وقتما سبق، حيث اختلاف مواعيد العودة من المدرسة للأطفال، أو عودة الأب والأم من العمل، أو اختلاف مواعيد الأقران حسب عمرهم وسواء كانوا في المدارس أو الجامعات، يمكنكم التجمع يوميًا على مائدة واحد في مواعيد ثابتة، هذا يوفر تنظيم الوقت ويزرع الفكر التنظيمي لدى الطفل.
7. المشاركة فى الأعمال المنزلية
المشاركة في الأعمال المنزلية بقدر سن الطفل أمر هام، إن المنزل بحاجة للكثير من الأعمال، وكذلك الحديقة المنزلية إن وجدت. إن مشاركة الطفل حسب عمره في العمل على تنظيم المنزل يزرع روح المشاركة الجماعية والأسرية لدى الطفل ويؤسس لدوره الاجتماعي منذ الصغر، أشركي طفلك في بعض الأعمال البسيطة في ترتيب المنزل فهذا سيحقق له شخصية قيادية منذ الصغر. اجعلي طفلك ينظم وقته ففور الاستيقاظ يمكنه المشاركة معك فى تجهيز الإفطار، ذلك بالطبع مع الوعي بعدم تعريضه لمخاطر الإقتراب من أدوات الطهي كما هو مؤكد، اجعليه أيضًأ يشارك في تروية زهور الحديقة كمثال،
8. تزيين المنزل بحلول رمضان
اقنرانًا مع النقطة السابقة للمشاركة المنزلية للطفل، فبحلول شهر رمضان المبارك، يمكن للطفل المشاركة في مشاعر بهجة التزيين المنزلي لرمضان، هو سيحب ذلك لأن الطفل يسعد بالمشاعر المبهجة لحلول هذا الشهر المبارك، وسيشغل وقته ويمكنه المشاركة ليس بوضع الزينة فقط بل بصنعها عبر الرسومات والتلوين والأعمال الحرفية الديكورية التي تناسب سنه، استخدمي رسوماته في الزينة واطلبي منه عمل شيء جديد عبر عرض نموذج للتزيين عليه وطلب تنفيذه.
9. الشفافية والصدق مع الطفل بشأن الظروف الراهنة
إن مشاركة الطفل فى فهم الظروف الحالية ليشعر بالمسئولية ومصداقية محيطه الإجتماعي معه هو أمر جيد، فالأطفال أذكياء لحد بعيد ويتفهمون كما لن تتوقع. من الضروري وضع الأطفال في الصورة بشأن يمر به العالم، وذلك بأسلوب سلس ودون تخويف أو نشر حالة من الذعر، هذا مع ضرورة بث روح الأمل لدى الطفل بغد أفضل، وأن ما يمر به العالم هي أزمة مؤقتة ستمر بأسرع وقت، وذلك لكي لا يسبب له ذلك مشكلات نفسية خلال مراحل عمرية متقدمة.