Page Contents:
يحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم الأسبوع القادم في التاسع من أغسطس 2021 بالشهر الأول من العام الهجري الجديد وهو شهر محرم، وهو احتفال يؤرخ لبداية الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة المنورة، ويعتمد الإسلام على تقويم قمري وليس شمسي، وبالتالي يبلغ طول السنة 354 يومًا فقط. وفي حين يتم الاحتفال برأس السنة الهجرية في اليوم الأول من شهر محرم كأول شهر إسلامي، فبالمقارنة مع التقويمات الغربية، فإن السنة الإسلامية تتقدم بحوالي 11 يومًا كل عام مقارنة بالتقويم الشمسي.
التاريخ الموضح في هذا المقال هو التاريخ الذي يتم الاحتفال به في معظم الدول الإسلامية برأس السنة الهجرية، وقد يختلف التاريخ في بعض البلدان لمدة تصل إلى يومين، حيث تعتمد بعض البلدان على أساس رؤية القمر لتحديد التاريخ الفعلي، ولهذا السبب قد لا يتم الإعلان عن الموعد الرسمي لرأس السنة الهجرية حتى يوم قريب من اليوم نفسه.
المناسبة والتاريخ لرأس السنة الهجرية
يتم اعتبار رأس السنة الهجرية كعطلة رسمية في معظم البلدان الإسلامية، ويظهر هذا التاريخ في تقويم العام الجديد في كل بلد إسلامي إلى الجانب على اليمين من كل تقويم.
تمثل السنة الهجرية الجديدة نقطة الانطلاق للعصر الإسلامي حيث تتزامن مع هجرة الرسول ورحلته من مكة إلى المدينة المنورة في الأول من محرم عام 622 م.
كان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بحاجة إلى الهجرة لأن البعض كان لديه نية لاغتياله، وبالتالي، اختار النبي الذهاب إلى يثرب وهي على بعد حوالي 320 كيلومترًا شمال مكة، وتعرف يثرب اليوم بالمدينة المنورة، في المملكة العربية السعودية الحديثة.
لقد منحت الهجرة الحرية من المعاناة التي كان يتلقاها المسلمين في مكة المكرمة، فعندما هاجر النبي إلى المدينة، تم إنقاذ المسلمين من الاضطهاد الذين شهدوه من الوثنيين في مكة، وبعد الهجرة أعلن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في دستور المدينة المنورة أن المسلمين إخوة ضمن هوية واحدة في الإيمان والعقيدة، واعتمد عمر بن الخطاب، الصحابي المقرب للنبي محمد والخليفة الثاني، الهجرة كنقطة مرجعية للتقويم الإسلامي في 638 م أو 639 م.
تختلف عادات الاحتفال برأس السنة الهجرية على الرغم من أنها تشمل عمومًا حضور الأنشطة الدينية المختلفة والابتهالات والتجمعات الدينية، وتتنوع التقاليد والعادات بين المسلمين السنة والشيعة، ولكن بشكل عام يتلو المسلمون الآيات القرآنية ويقيمون الصلوات والخطب في القاعات العامة والمساجد.
يعرف شهر محرم بأنه ثاني أقدس شهر في السنة الإسلامية بعد شهر رمضان المبارك، وفي العاشر من محرم يحيي العديد من المسلمين يوم عاشوراء إحياءً لذكرى استشهاد الحسين بن علي رضي الله عنه وهو حفيد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
مظاهر الاحتفال برأس السنة الهجرية في العالم الإسلامي
مثلما احتفل أهل يثرب بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم مرددين “طلع البدر علينا من ثنيات الوداع، وجب الشكر علينا، ما دعا لله داع”، تتأصل الاحتفالات في العالم الإسلامي بقدوم أول شهر محرم وبداية العام الهجري الجديد حيث تعم أجواء الفرحة وتتنوع المظاهر الثقافية الاحتفالية بين دولة وأخرى.
-
مصر:
يرتبط هذا اليوم المبارك في حياة المصريين مع أوبريت الليلة الكبيرة والزينات الاحتفالية المعلقة وعرائس المولد. ويرجع ذلك للعصر الفاطمي الذي اشتهر بالاحتفال بهذه المناسبة حين كان يتم نصب الخيام وتناول اللحم وقراءة القرآن والعديد من المظاهر الاحتفالية الأخرى.
ويحرص الآن المصريون مع قدوم هذا اليوم على تحضير الموائد التي تشمل اللحوم بأنواعها ويحضرون الكسكسي الذي يعد وجبة أساسية، في حين قد اختلفت بعض تلك المظاهر في الأيام الحالية وأصبح الأمر يقتصر كثيرًا على شراء الحلوى للصغار، ويتم وإلى الآن خاصة في الأحياء الإسلامية مثل الحسين تعليق الزينة وإضاءة المصابيح وإنارة المآذن، مع إقامة الصلوات وقراءة القرآن والأدعية وإحياء السيرة النبوية العطرة.
-
تونس:
في تونس يتم ذبح الخراف وإعداد الكسكسي بالعصيدة، وتستعمل النساء المسنات الحنة ويتبركن بها بوضعها على الشعر والأيدي، وتتبادل الأسر التونسية الزيارة والحفاظ على صلة الرحم، وتنتعش حركة التجارة مع هذه المناسبة السعيدة.
-
الجزائر:
يقوم الجزائريون بإعداد المأكولات الشهية مثل الكسكسي والرشتة والشخشوخة كأحد أنواع المعجنات، ويتم الاحتفال بعادة الدراس التي يتم فيها وضع طفل صغير في صحن كبير ومن ثم غمره بالحلوى، ويتم ذكر السيرة النبوية وتلاوة القرآن وتوزيع الصدقات.
-
سوريا:
تحرص عائلات حلب على توزيع الحلوى وتناولها، ويتم تحضير السمبوسك وتوزيعه على الأهل والجيران والفقراء بهدف نيل الثواب وطلب الرحمة للأموات وإحياء هذا اليوم المبارك.
-
مكة المكرمة:
يقوم أهل مكة بتلاوة الصلوات ونشر التبريكات ويتصف هذا اليوم بالفرحة، ويحرص الجميع على تناول الملوخية متفائلين بعام هجري جديد، ويتم تناول الحليب بالهيل الذي يعبر لديهم عن الفرحة والبركات.
وأخيرًا، إذا كنت تتابعنا من أي من بلدان العالم الإسلامي، هل هناك مظاهر احتفالية أخرى تود مشاركتنا إياها إذا لم نتناولها في هذا المقال؟ شاركنا في التعليقات!