السمنة الموضعية هي موضوع هام للطرح وقد أخذ منحى أساسي في علوم الأنظمة الغذائية وجراحات السمنة، نحن نعلم أن الكثيرون وبخاصة في وطننا العربي يعانون من تراكم دهون البطن لكل من الرجال والنساء على حد سواء، وذلك بسبب العادات الغذائية السيئة وأيضًا الجينات. وهدفًا للتخلص من تلك الدهون كمظهر غير مرغوب وتأثير صحي سيئ؛ يتبع الأفراد أنظمة غذائية صارمًا، ويمارسون مئات من التمارين الرياضية كل يوم بهدف الوصول إلى الرشاقة، ولكن عندما يتعلق الأمر بالدهون في الجزء الأوسط ومنطقة البطن، فإن الإجابة تكمن في مستويات “الأنسولين” لدى كل فرد.
السكر عامل أولوي عندما نتحدث عن الدهون المتراكمة وعجز التمثيل الغذائي في التخلص من تراكمها، لذا فهيا نتحدث عن الأنسولين.
فهم دور الأنسولين:
الأنسولين هو هرمون يتم إنتاجه من البنكرياس ويلعب دورًا مهمًا في عملية التمثيل الغذائي. عندما ترتفع مستويات الجلوكوز في الدم بعد تناول الوجبات، يتم إفراز الأنسولين لمساعدة خلايا الجسم على استخدام الجلوكوز لإنتاج الطاقة بينما يتحول الجلوكوز الفائض إلى دهون يتم تخزينها.
يصاحب دهون البطن دائمًا حالة تسمى بمقاومة الأنسولين، وتحدث مقاومة الأنسولين عندما تصبح مستقبلاته في الخلايا أقل حساسية له كهرمون، مما يؤدي إلى انخفاض غير فعال في مستويات الجلوكوز.
بعد تناول الطعام هناك دائمًا ارتفاع في مستوى الأنسولين عند تناول وجبات سكرية، وعندها ترتفع مستويات الأنسولين بشكل مزمن، وتصبح مستقبلاته أقل حساسية له كما ذكرنا، مما يؤدي إلى الحاجة إلى المزيد من الأنسولين، ويرافق ذلك تراكم للدهون الحشوية أو دهون البطن. ومن المرجح أن تكون هذه الخلايا الدهنية مقاومة للأنسولين أكثر من الخلايا الأخرى في الجسم ولا تستخدم الجلوكوز للطاقة ولكن تخزنها كدهون!
بشكل عام، نحن نحتاج إلى تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة منخفضة من نسبة السكر الذي يتم تحويله إلى الدم، ومؤشر نسبة السكر في الدم هو مقياس يقوم بتصنيف الطعام بناءً على مدى السرعة والارتفاع اللذان يمكنهما أن يرفعا نسبة السكر في الدم وبالتالي رفع مستويات الأنسولين. الأطعمة منخفضة مستوى السكر في الدم هي الأطعمة التي تحتوي على مستوى 55 من السكر في الدم أو أقل، على سبيل المثال: التفاح والموز والبروكلي والأرز البني والجزر والكرز والخيار والجريب فروت والخس.
لا يتم إدراج البروتينات والدهون في مؤشر نسبة السكر في الدم لأنها لا ترفع مستويات الأنسولين ما لم تتم إضافة مكونات إضافية مثل الخبز أو السكر.
غالبًا ما يُنظر إلى عصير الفاكهة على أنه صحي، ولكن ما لا يعي به الكثير من الناس هو أن عصير الفاكهة مليء بالسكر، في حين أن الفاكهة في صورتها الأولية كثمار يمكن أن تكون متوسطة أو منخفضة السكر، بينما السكر الزائد في عصير الفاكهة يرفع مستوى السكر في الدم ويزيد من دهون البطن .
عندما تشرب كوبًا كبيرًا من عصير الفاكهة، يتم امتصاص الكمية الكبيرة من السكر في العصير بسرعة كبيرة مما يؤدي إلى إطلاق الأنسولين، ويصل الكثير من الفركتوز إلى الكبد الذي يتحول إلى دهون ويؤدي إلى مقاومة الأنسولين.
تظهر دراسات التمثيل الغذائي المتحكم فيها معملياً بأن السكر السائل مثل عصائر الفاكهة والمشروبات الغازية يسبب مقاومة للأنسولين، ويرفع الدهون الثلاثية والكوليسترول ويسبب تراكم دهون البطن. بينما تحتوي الفواكه الكاملة على سكر مرتبط داخل بنية ليفية تتحلل ببطء أثناء الهضم وبكميات صغيرة.
الصودا الدايت: وجدت دراسة جديدة نُشرت في مجلة الجمعية الأمريكية لطب الشيخوخة أن الأشخاص الذين شربوا صودا الدايت اكتسبوا ثلاثة أضعاف دهون البطن تقريبًا على مدى تسع سنوات مقارنة بالأشخاص الذين لم يفعلوا ذلك. على الرغم من أن العلماء متحيرون من الآليات التي فيها تزيد الصودا من دهون البطن، إلا أن لديهم بعض الطروحات حيث وجدوا أن المشروبات الغازية الخالية من السكر تحتوي على مواد تحليّل الصودا بمعدل 200-600 مرة من حلاوة السكر العادي.
على الرغم من أن السكر العادي يحتوي على سعرات حرارية عالية ولكنه يؤدي إلى الشبع، إلا أن جسمك يعرف أن الطعم الحلو يعني أنك تتناول الطاقة على شكل سعرات حرارية. تعمل المحليات الاصطناعية على إرباك أجسادنا وإضعاف الرابط في أدمغتنا بين الحلاوة والسعرات الحرارية، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى مزيد من الرغبة في تناول الحلوىى ومن ثم المزيد من الدهون. يشير بحث آخر إلى أن المحليات الاصطناعية ترتبط بانخفاض هرمون تنظيم الشهية “الليبتين” مما يؤدي إلى المزيد من الجوع.
وأخيرً، ننصح بزيارة طبيب تغذية مختص يساعدك على تنظيم برنامج غذائي فعال يتضمن العناصر الغذائية التي أنت بحاجة لها والتي تتباين بين شخص وأخر، وبالطبع ممارسة الرياضة فهي لا تساعد على التخلص من الدهون الزائدة فقط، ولكنها أساس لنمط حياة أكثر عافيةً وصحة.